المفكر الاسلامي الكبير سماحۃ العلامۃ محمد سجاد

حیات و خدمات

بقلم فضيلۃ الشيخ نور الحق الرحماني- حفظه الله ورعاه-

ان القرن التاسع عشر المسيحي الذي هون قرن انحطاط العالم الاسلامي بصفۃ عامۃ، واضمحلال الشعب المسلم الهندي بصفۃ خاصۃ سياسيا وفكريا، والذي قد ظهرت فيه مئات من الحركات المعاديۃ للاسلام، وألوف من صنوف فتن الالحاد والزندقۃ و قضى على الخلافۃ الاسلاميۃ في تركيا، وبرز دعاۃ التبشيري والقسوس الی الميادين أفواجاً مدفوعین بكل حماسۃ وحرارۃ متدفقتين وافق مشروعاتهم المخططۃ على تایيد من الحكومۃ الانجليزيۃ ودعم منها بعد ما تم للانجليز الاستقرار على أرض الهند، و أکبوا على نشر النصرانيۃ وترويجها حسب مشروعهم المخططۃ، وطفقوا يصرفون مساعيهم الجبارو في تنصير أهالي الهند عامۃ، والمسلمين خاصۃ، ابعادهم عن دينهم ترخیبھم عنہ، وفي جانب آخر أنجبت الحكومۃ الانجليزيۃ ' القاديانيۃ ' لتستطيع بها شق صفوف المسلمين وتفكيكها وتضعيف هم دينيا وسياسيا

ولكن شاء قضاء الله وقدره ان يبرز في نفس هذه الساعات السوعاء الرھیبۃ المهدده والظروف العویصۃ المضطربۃ المدمرۃ أعلام من العلماء الربانيين الذين لهم بصائر نفاذۃ بمکائد اخوان الشياطين، وأولوا العزم من خلّص الغزاۃ والمجاهدين و خيرۃ رجال الدعوۃ والفكرۃ الى ساحات الصراع بين الايمان والكفر الذي يهدد الكيان الاسلامي الذين واصلو ليلهم بنهارهم ولم يألوا جهدا في مناضلۃ الحركات المعاديۃ للاسلام وقمع البدع والخرافات والفتن التي دھمت الدين، وفطنوا بفراستهم الايمانيۃ للفتن التي سيواجهها الشعب المسلم في مستقبلهم و قاموا بتأسيس عدد هائل من المعاقل الدينيۃ کدار العلوم بديوبند ودار العلوم ندوه العلماء بلكناؤ وغيرها للحفاظ على كيان الاسلام وتراثۃ الثقافي ونشر العلوم الدينيۃ وسد ثلمۃ سيول القاديانيۃ والتنصير المتدفقۃ وأسسوا وشكلوا عدۃ المنظمات الشرعيۃ مثلا الاماره الشرعيۃ و جمعيۃ علماء الهند لجمع شتات الأمۃ المسلمۃ على المستوی الجماعي فی عریً وثیقۃ ولتنفيذ وتطبيق القوانين التشریعيۃ على المسلمين وصيانۃ مصالحهم شكرالله مساعيهم

ومن نوابغ وخوارق هذا العصر وعباقر هذا القرن نسيج وحده وقريح دهره المفكر الاسلامي الكبير وفقيه عصره، والبحاثۃ الاسلامي العظيم، الخبير السياسي سماحۃ العلامۃ ابو المحاسن محمد سجاد - طيب الله ثراه- الى تاريخ الاسلاميۃ في الهند عھدا جديدا بما أدّاہ من خدماته الجليلۃ المخلصۃ وبطولاته في الكفاح عن الکیان الاسلامي ترک آثاراً خالدۃ بخدماته وانجازاته واسهاماته في المجالات الدينيۃ والسياسيۃ والاجتماعيۃ، والذي أمكن بفضل مساعيه المجتھدۃ القيام بتطبيق وتنفيذ القوانين الاسلاميۃ الذي لا يوجد له مثيل ولا نظير، والذي قد نفخت حميۃ الدینیۃ وحماستہ الایمانيۃ وخبرتہ وبصيرته السياسيۃ في جسد الاسلام روحا جديدۃ وايقظت الوعي الاسلامي والسياسي في قلوب المسلمين